منبوذون

شبكة الهدهد- هآرتس: يجب أن تنتهي الحرب في قطاع غزة فوراً.
ويجب على الحكومة أن تسعى جاهدة للتوصل إلى اتفاق يعيد جميع المختطفين، وينسحب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وينهي الحرب.
وبينما تستمر القصف في حصد أرواح العشرات، إن لم يكن المئات، من السكان، بما في ذلك الأطفال والرضع، بينما ينتشر الجوع، تغرق إسرائيل في الوحل وتنقش علامة العار على جبهتها لأجيال.
لم يعد العالم يستطيع أن يتحمل المشاهد القادمة من غزة: ليس أجساد الأطفال والرضع والنساء؛ وليس حشود الجائعين الذين يلوحون بالأواني في نقاط التوزيع؛ وليس أكوام الأنقاض.
إن حقيقة أن أغلبية الجمهور الإسرائيلي تظهر اللامبالاة، في أحسن الأحوال، أو الفرح، في أسوأ الأحوال، في مواجهة الدمار الذي تلحقه إسرائيل بالقطاع، والقتل الجماعي والتجويع المفروض كحافز للنقل "الطوعي"، أو انتقاما جماعيا، هي ظاهرة ستشغل المؤرخين وعلماء النفس لسنوات. ماذا عن عظم العين بأكمله؟
ولكن الآن، عندما أصبح من الواضح أن هذا سباق مع الزمن، أدرك العالم أنه لا جدوى من انتظار إسرائيل حتى تصحو من سكراتها.
إن سلوك الحكومة المتهور تجاه سكان قطاع غزة والمختطفين على حد سواء أقنع أصدقاء إسرائيل بأن الطريقة الوحيدة لوقف حملة الدمار والتجويع والقتل والتهجير هي العقاب.
لقد وصل التسونامي السياسي بالفعل إلى هنا. وأعلن زعماء فرنسا وبريطانيا وكندا أنهم سينظرون في فرض عقوبات؛ 25 دولة أصدرت بيانا أعربت فيه عن قلقها؛ وجمدت الحكومة البريطانية المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة، وأعلن وزير خارجيتها فرض عقوبات على المستوطنين، وتم استدعاء السفيرة تسيبي حوتوفيلي لإجراء محادثة غاضبة.
أعرب وزير الخارجية الفرنسي عن تأييده لدراسة إلغاء اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ، وسيجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة هذا الأمر.
وافقت 17 دولة من أصل 27 دولة في الاتحاد الأوروبي بالفعل على إعادة النظر في الأساس القانوني للاتفاق.
ورغم أن الإلغاء يتطلب توافق الآراء، فإن أجزاء رئيسية من الاتفاق يمكن إلغاؤها، بما في ذلك اتفاقية التجارة التي تسمح لإسرائيل بالتصدير معفاة من الرسوم الجمركية وبرنامج "أفق" للتعاون العلمي والتكنولوجي.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن أنصار دونالد ترامب يحذرون: "سننهي التحالف مع إسرائيل إذا لم توقفوا الحرب"
تستطيع إسرائيل أن تستمر في تجاهل الواقع، وكسب المزيد من الوقت، والتمسك بالرواية القائلة بأن "الجميع معادون للسامية".
الثمن: حياة المختطفين، وحياة جنود الجيش الإسرائيلي، وحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتحول إسرائيل إلى دولة مصابة بالجذام ومقاطعة..
هناك أيضًا خيار آخر: العودة إلى رشدك. توقيع اتفاقية لإعادة الرهائن وإنهاء الحرب.
ويجب على الجمهور الإسرائيلي أن يرفع صوته لصالح التوصل إلى اتفاق، ولصالح إنهاء الحرب والمجاعة ــ قبل أن يفعل العالم ذلك نيابة عنهم.