ترجمة:الهدهد

 معاريف - آنا بارسكي

لا تزال الفجوات بين الجانبين كبيرة. تُطالب "إسرائيل" بالإفراج الكامل عن جميع الأسرى كشرط لبدء الهدنة، وتضع خطوطًا واضحة: لن تنسحب من مواقعها في غزة (الخط الأصفر نفسه)، وستُصرّ على آلية تضمن استمرار نزع السلاح حتى بعد انتهاء القتال.

 

من ناحية أخرى، تسعى حماس إلى الحصول على ضمانات دولية لوقف إطلاق النار على المدى الطويل، والإفراج على نطاق واسع عن الأسرى الفلسطينيين البارزين، والتزام "إسرائيل" بعدم تجديد الهجمات قبل التوصل إلى اتفاق شامل بشأن مستقبل القطاع.

 

تكمن الصعوبة الرئيسية في رغبة كلا الطرفين في امتلاك ورقة القوة - حماس في قبضة الأسرى، و"إسرائيل" في السيطرة العسكرية على الأرض.

وتتمثل مهمة فرق التفاوض في إيجاد صيغة تُمكّن كلا الطرفين من عرض إنجاز فوري على جمهورهما، دون أن يُنظر إليهما على أنهما مستسلمان.

وراء الكواليس، ثمة هدفان لإسرائيل: من جهة، ضمان إطلاق سراح جميع الأسرى دفعةً واحدةً وفي إطار زمني محدد؛ ومن جهة أخرى، الحفاظ على مبدأ السيطرة العسكرية على القطاع حتى يتحقق الأمن الكامل في إطار الاتفاق الشامل.

بعبارة أخرى، "إسرائيل" ليست مستعدة حاليًا لاتفاق يُنظر إليه على أنه هدنة شاملة، بل وقف إطلاق نار مؤقت يهدف إلى تمهيد الطريق للمرحلة التالية، وهي مرحلة نزع السلاح وإخراج حماس من السيطرة المدنية والعسكرية في غزة.

 

يمارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطًا كبيرة على جميع الأطراف لتسريع العملية. ويقول إن "الوقت ينفد أمام الجميع"، وهدفه هو إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق في وقت مبكر من الأسبوع المقبل، خلال عطلة عيد العرش (سوكوت).

 

يريد ترامب تقديم إنجاز دبلوماسي ملموس، يُثبت أن خطته الجديدة - التي وُلدت في خضم حرب مستمرة - يمكن أن تُصبح اتفاقًا حقيقيًا ومستقرًا. من وجهة نظر "إسرائيل"، يُعدّ الضغط الأمريكي سلاحًا ذا حدين: فمن جهة، قد يُسهم في دفع الصفقة قدمًا، ومن جهة أخرى، يُقيّد إلى حد ما حرية تل ابيب السياسية في العمل.

 

 

ووصل الوفد الإسرائيلي إلى شرم الشيخ أمس لإجراء محادثات في إطار الخطة التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء القتال في غزة. بلغ اليقظة الميدانية - وفي تلك اليب - ذروتها. ورغم أن التوقعات معتدلة نسبيًا، إلا أن الشعور السائد هو أن محاولة حقيقية لكسر الجمود والتوصل إلى اتفاق قد بدأت.

 

في هذه المرحلة، يرأس الفريق الإسرائيلي العميد (احتياط) غال هيرش ، مبعوث رئيس الوزراء لشؤون أسرى الحرب والمفقودين.

ومن المتوقع أن ينضم مسؤولون كبار من جميع الأطراف إلى المحادثات لاحقًا، بمن فيهم الوزير رون ديرمر ، والمبعوث الخاص للرئيس ترامب، ستيف ويتكوف ، وصهر الرئيس، جاريد كوشنر ، بالإضافة إلى مسؤولين قطريين ومصريين - إذا ما تطلب الأمر مشاركتهم المباشرة لإغلاق الأقسام الحساسة، تمهيدًا للجولة النهائية من التوقيعات.

 

إن التعليمات التي أعطيت للوفد من مكتب رئيس الوزراء واضحة: استنفاد المناقشات بسرعة، وإغلاق القضايا الفنية، وتقديم تقدم حقيقي خلال أيام قليلة.