لماذا هناك فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق الآن؟

شبكة الهدهد
القناة 12 العبرية
يرى الدكتور أورين سيتر، الرئيس السابق لقسم الاستراتيجية في الجيش الإسرائيلي وعضو فريق التفاوض على إطلاق الأسرى، أن الظروف الحالية تُشكل أول فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب ويؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى.
يشبّه العملية بـ"الطبخ في قدر ضغط"، إذ يتطلب الأمر توفر "المواد الخام" المناسبة – أي البنود الأساسية – إلى جانب "الحرارة العالية"، أي الضغط السياسي والعسكري الذي يدفع الأطراف نحو التسوية.
ولأول مرة، طرحت الولايات المتحدة مخططًا تفصيليًا يشمل العناصر التي تسمح بمفاوضات حقيقية. حتى الآن، كانت إسرائيل ترفض أي صيغة تفصيلية لإنهاء الحرب، متمسكة بصفقات جزئية أو بصيغ عامة تُمليها حماس. لذا، فإن وجود إطار محدد يمكّن الوسطاء من بحث القضايا الجوهرية يُعد تقدمًا كبيرًا.
الخطة الحالية تمنح كلا الطرفين ما يريدان: إسرائيل تحصل على جميع الرهائن، وحماس تنال وقفًا للحرب بضمانات دولية. لكنها ما تزال تحتاج إلى "الطبخ" تحت ضغط سياسي مكثف. يتمثل التغيير الأول في إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إنهاء الحرب، واستخدامه الضغط كوسيلة لتجاوز العقبات السياسية داخل إسرائيل.
والثاني هو إشراك تركيا، الحليفة الإيديولوجية لحماس، في العملية، ما يشكل ضغطًا غير مسبوق على الحركة، رغم التحفظات الإسرائيلية. أما الثالث فهو قيادة الوفد الإسرائيلي على مستوى وزاري مباشر، ما يمنح المفاوضات مرونة أكبر وتأثيرًا أسرع في اتخاذ القرار.
الضغط العسكري في غزة ساهم في خلق هذه الفرصة، رغم أنه استُخدم سابقًا دون استثمار كافٍ لتحقيق اتفاق شامل، كما حدث في عملية "عربات جدعون" في مارس 2025، التي فشلت بسبب محاولة التوصل لاتفاق جزئي فقط. الجمع الحالي بين الضغط الميداني والضغط السياسي هو ما أوجد الأمل الجديد.
ورغم التعقيدات والفجوات، فإن التوازن بين السرعة في التوصل إلى اتفاق وبين السماح له بالنضوج ضروري. فكل يوم يمرّ يكلّف حياة الرهائن، والموعد النهائي يساعد في دفع الأطراف للتنازل، لكن الإفراط في الضغط قد يؤدي لانهيار المفاوضات وتأخير العودة إليها. لذلك، يجب السماح لفريق التفاوض بالعمل بهدوء وبإبداع، مع دعم شعبي مستمر يسهّل الوصول إلى اتفاق مستقر.